استعاد نادي الزمالك حامل لقب كأس مصر عروضه الضعيفة وأصاب جماهيره بخيبة أمل جديدة بعدما سقط على يد فريق ربما تتساوى قيمة كافة لاعبيه الحاليين مع راتب شهر واحد لأحد لاعبي الفريق القاهري.
وودع الزمالك دور 32 لكأس مصر الجمعة بعد الخسارة بهدف مقابل لا شيء أمام فريق بني عبيد الذي ينافس في دوري الدرجة الثالثة ولم يسبق له اللعب في الدوري الممتاز. وجاء هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة 80 عن طريق البديل السيد المندوه.
وتعرضت آمال جماهير الزمالك في الخروج بلقب هذا الموسم لانتكاسة جديدة إذ سبق للفريق أن ودع دوري أبطال افريقيا من دور الثمانية كما أن فرصته في المنافسة على لقب الدوري تبدو ضعيفة إذ يحتل المركز الخامس بفارق تسع نقاط عن الصدارة.
وبدا على لاعبي الزمالك خلال مواجهة بني عبيد الذي قال رئيسه إن أغلى لاعب بالفريق يبلغ ثمنه خمسة آلاف جنيه مصري (نحو 910 دولارات) الاستهتار بالمنافس والشعور بالقدرة على احراز الفوز في أي وقت ولم تظهر الجدية على وجوه معظم اللاعبين إلا في الدقائق العشر الأخيرة.
وقال حسن المستكاوي رئيس القسم الرياضي بصحيفة الأهرام إن الزمالك في حاجة إلى "علاج فوري وجذري وحاسم.. الكل مخطيء سواء الادارة أو الجهاز الفني أو اللاعبين ."
وأضاف لرويترز عبر الهاتف "جزء كبير من قوة الأهلي والزمالك يتمثل في خوف المنافس.. لم يعد أحد يخشى الزمالك الآن.. كثيرا ما يفوز الأهلي أو الزمالك بسبب خوف المنافس واعتماده على اللعب بطريقة دفاعية."
ورغم خروج الاسماعيلي صاحب المركز الثاني في الدوري من الدور ذاته بالمسابقة أمام فريق الداخلية المنتمي للدرجة الثانية فان خسارة الزمالك تبقى أحد أكبر مفاجآت البطولة ربما في السنوات الأخيرة بأكملها.
لكن ابراهيم يوسف لاعب الزمالك السابق قال في تصريحات تلفزيونية عقب فوز بني عبيد "هذه النتيجة ليست غريبة على الزمالك. لست مندهشا.. هذا الجيل حقق أسوأ نتائج في تاريخ النادي."
وغياب مانويل اجوجو مهاجم المنتخب الغاني عن صفوف الزمالك بعدما قاده الاسبوع الماضي لأول فوز في مسابقة الدوري في آخر سبع جولات على حساب اتحاد الشرطة أثار العديد من علامات الاستفهام وفتح باب الانتقادات أيضا.
ووافق الزمالك على منح اجوجو اجازة عقب مباراة اتحاد الشرطة لقضاء عطلة عيد الميلاد خارج البلاد رغم ارتباط الفريق بمباراة بني عبيد وهي إشارة لشعور الفريق بضمان التأهل للدور التالي.
وانتقد المستكاوي هذا القرار ووصف ذلك بأنه "استهتار شامل وعام من الجهاز الفني والادارة".
واضطر الزمالك بسبب غياب اجوجو إلى الاعتماد على الثنائي عبد الحليم علي وشريف أشرف في خط الهجوم دون وجود بديل مناسب وقال يوسف "مع كامل الاحترام لهما فان الزمالك لم يكن سيسجل أي هدف حتى لو استمرت المباراة ثلاثة أيام."
وانتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي ساهم في زيادة ثقة بني عبيد في امكانية تحقيق المفاجأة حتى أن ماهر عبد الحليم مدرب الفريق الذي يتقاضى ثلاثة آلاف جنيه شهريا ويعمل كاستاذ تربية رياضية في جامعة المنصورة قال "قلت للاعبي فريقي بين شوطي المباراة إن التعادل أثبت أنه لا فارق مع الأهلي والزمالك والاسماعيلي."
ومن جانبه قال علاء صادق الناقد الرياضي بصحيفة الأخبار إن الزمالك "أصبح مثل الاولمبي والترسانة" في إشارة إلى فرق المؤخرة بالدوري المصري.
وأضاف صادق لرويترز "خسر الزمالك هذا الموسم عدد مرات يفوق عدد مرات خسارة الترسانة صاحب المركز الأخير بالدوري.. الاستهتار ليس مسؤولا عن الخسارة (لكنه) الفشل الاداري المزمن."
وبالإضافة إلى الخسارة أمام بني عبيد تذوق الزمالك منذ انطلاق الموسم طعم الهزيمة خمس مرات بالدوري وثلاث مرات بدوري أبطال افريقيا في الوقت الذي خسر فيه الترسانة ثماني مرات بالدوري قبل أن يتأهل لدور الستة عشر بكأس مصر.
والآلام التي يعاني منها الزمالك في الوقت الحالي ليست وليدة اللحظة بل إن تغيير المدربين وتعاقب مجالس ادارات مختلفة من ضمن الأسباب الرئيسية في أن يكون لقب كأس مصر الموسم الماضي هو الوحيد للنادي في آخر أربع سنوات.
والخسارة أمام بني عبيد ربما تساهم في زيادة سرعة بحث مجلس ادارة الزمالك المؤقت عن مدرب جديد بعد الاعلان عن تعثر المفاوضات لاستعادة المدرب الفرنسي هنري ميشيل خاصة وأن أول مباراة مقبلة ستكون في الحادي عشر من يناير كانون الثاني المقبل بمسابقة الدوري أمام الأهلي حامل اللقب في المواسم الأربعة الأخيرة.